كيفية التعامل مع التسنين عند الأطفال
يعتبر التسنين من أبرز المراحل التي يمر بها الطفل في السنة الأولى من عمره، وهو عملية طبيعية ومهمة في نمو الطفل. ومع ذلك، يمكن أن تكون هذه المرحلة محطّة صعبة سواء بالنسبة للطفل أو للأم، حيث يعاني الطفل خلالها من العديد من الأعراض التي قد تؤثر على راحته وسلوكه. في هذا المقال، سنتعرف على كيفية التعامل مع التسنين عند الأطفال، ما هي الأعراض الشائعة، وأفضل الطرق للتخفيف من الألم المرتبط بهذه العملية.
متى يبدأ التسنين؟
عادة ما يبدأ التسنين عند الأطفال في حوالي الشهر السادس من العمر، ولكن يمكن أن يبدأ مبكرًا أو يتأخر قليلاً في بعض الحالات. تتراوح الفترة الزمنية التي يستغرقها التسنين بين 6 أشهر و 3 سنوات، حيث تظهر أول أسنان الطفل (الأسنان الأمامية السفلى) عادة في الشهر السادس، تليها الأسنان الأمامية العليا، ثم الأضراس.
أعراض التسنين
تختلف الأعراض من طفل لآخر، لكن هناك مجموعة من الأعراض الشائعة التي يمكن أن تشير إلى بدء التسنين:
- التهيج والمزاج المتقلب: يعاني العديد من الأطفال من تقلبات في المزاج أثناء التسنين. قد يكون الطفل أكثر عصبية أو متوترًا بسبب الألم والضغط الذي يشعر به في اللثة.
- زيادة إفراز اللعاب: قد تلاحظين أن طفلك يفرز المزيد من اللعاب بشكل غير طبيعي. هذا يعد أحد الأعراض الشائعة التي تصاحب التسنين، ويمكن أن يؤدي إلى تهيج الجلد حول الفم والذقن.
- تورم اللثة: تصبح اللثة منتفخة وحمراء في منطقة السن الذي على وشك الظهور. قد يلاحظ الطفل الألم عند لمس اللثة أو عندما يضع أشياء في فمه.
- عدم الراحة عند الرضاعة أو الأكل: قد يواجه الطفل صعوبة في الرضاعة أو تناول الطعام بسبب الألم الناتج عن التسنين.
- اضطرابات النوم: قد يجد الطفل صعوبة في النوم بسبب الألم والانزعاج الناتج عن التسنين. قد يوقظ الألم الطفل ليلاً أو يجعله غير قادر على النوم براحة.
- حمل الأيدي والأشياء في فمه: يضع الأطفال يديهم أو أي شيء قريب في أفواههم، حيث يساعدهم الضغط على هذه الأشياء في التخفيف من الألم الناتج عن التسنين.
كيفية التعامل مع التسنين وتخفيف الأعراض
- استخدام عضاضات الأسنان: تعد عضاضات الأسنان من أكثر الحلول الفعالة لتخفيف الألم الناتج عن التسنين. يمكن للأطفال أن يقضموا العضاضات المصنوعة من السيليكون أو المواد الآمنة. يفضل تبريد العضاضة في الثلاجة لتوفير راحة أكبر للطفل. تجنب العضاضات التي تحتوي على مواد غير آمنة أو قد تكون ضارة.
- التدليك اللطيف للثة: يمكن للأمهات تدليك لثة الطفل برفق باستخدام إصبع نظيف. يساعد هذا التدليك في تخفيف الألم والضغط على اللثة. يجب أن يكون التدليك خفيفًا وغير قاسي، حتى لا يزيد من تهيج اللثة.
- استخدام الأدوية المسكنة (بحسب توصية الطبيب): في بعض الحالات، قد يحتاج الطفل إلى مسكنات الألم لتخفيف التورم والانزعاج. يمكن استشارة الطبيب حول استخدام أدوية مثل الباراسيتامول أو الأيبوبروفين للأطفال، ولكن يجب استخدامها فقط بناءً على نصيحة الطبيب ووفقًا للجرعة المناسبة لعمر الطفل.
- تقديم أطعمة باردة: إذا بدأ الطفل في تناول الأطعمة الصلبة، يمكن تقديم أطعمة باردة مثل قطع الفواكه المجمدة أو الزبادي المبرد. هذا يساعد في تهدئة اللثة المتورمة ويخفف من الألم.
- إبقاء الطفل مشغولًا بألعاب آمنة: يمكن تقديم الألعاب التي تناسب عمر الطفل، مثل الألعاب المخصصة للتسنين. يساعد ذلك في تشتيت انتباه الطفل عن الألم ويحفز نمو مهاراته الحركية.
- التأكد من نظافة الفم: أثناء فترة التسنين، من المهم الحفاظ على نظافة فم الطفل، حتى لو لم تظهر الأسنان بعد. يمكن مسح لثة الطفل باستخدام قطعة قماش ناعمة مبللة أو فرشاة أسنان صغيرة مخصصة للأطفال. هذا يساعد في الوقاية من التهابات الفم ويشجع على عادات النظافة الفموية الجيدة في المستقبل.
- توفير الراحة والهدوء للطفل: من المهم توفير بيئة هادئة ومريحة للطفل، خاصة أثناء فترة النوم. يمكن استخدام الموسيقى الهادئة أو حمل الطفل في الأحضان لتهدئته.
متى يجب استشارة الطبيب؟
في معظم الحالات، التسنين هو عملية طبيعية تمامًا ولا يتطلب تدخلًا طبيًا، لكن في بعض الأحيان قد تظهر بعض الأعراض التي تستدعي استشارة الطبيب، مثل:
- ارتفاع شديد في درجة الحرارة.
- ظهور طفح جلدي.
- إسهال مستمر.
- إذا كان الطفل يواجه صعوبة في التنفس أو يعاني من ألم شديد غير محتمل.
التسنين هو مرحلة طبيعية ومؤلمة في حياة الطفل، ولكن مع بعض العناية والإجراءات البسيطة، يمكن تخفيف الأعراض وجعل هذه الفترة أكثر راحة لكل من الطفل والأم. تذكري أن التسنين قد يستمر لفترة، ولكن مع مرور الوقت سيبدأ الطفل في التكيف مع الألم، وستظهر الأسنان الأولى لتكون بداية لمرحلة جديدة في نموه.